فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (52)

{ قل هل تربصون بنا } أي هل تنتظرون أيها المنافقون أن يقع بنا { إلا أحدى } الخصلتين { الحسنيين } إما النصرة والغنيمة أو الشهادة والمغفرة وكلاهما مما يحسن لدينا ، والحسنى تأنيث الأحسن ومعنى الاستفهام التقريع والتوبيخ ، وهذا إيضاح وكشف لقوله إلا ما كتب الله لنا .

{ ونحن نتربص بكم } إحدى المساءتين لكم من العواقب إما { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده } أي قارعة نازلة من السماء كما أصاب من قبلكم من الأمم المهلكة فيسحتكم بعذابه { أو } بعذاب لكم { بأيدينا } أي بإظهار الله لنا عليكم بالقتل والأسر والنهب والسبي ، والفاء في { فتربصوا } فصيحة والأمر للتهديد كما في قوله : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } أي تربصوا بنا ما ذكرنا من عاقبتنا { إنا } أي نحن { معكم متربصون } ما هو عاقبتكم فستنظرون عند ذلك ما يسرنا ويسوءكم .