تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (52)

قوله تعالى : ( قُلْ هَلْ تََربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) قال[ في الأصل وم : عن ] ابن عباس رضي الله عنه ( قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) يعني الشهادة والحياة والرزق الدائم والكرامة كقوله تعالى : ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا )الآية [ آل عمران : 169 ] .

ويحتمل ( إلا إحدى الحسنيين ) في الدنيا الغنيمة والظفر ؛ يقول : ( هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) إما الحياة الدائمة في الآخرة والرزق الحسن والكرامة ، وإما الغنيمة والنصر في الدنيا : ( قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) العذاب في الآخرة أن قتلتم[ في الأصل وم : قلتم ] أَوْ بِأَيْدِينَا أي القتل[ في م : القتيل ] بأيدينا .

( فتربصوا )[ بنا الشر ( إنا معكم متربصون ) ][ ساقطة من م ، ساقطة من الأصل ] العذاب بكم .

هم /215-أ/ كانوا لا يتربصون بنا إلا الدوائر والهلاك وهو ما ذكر في آية أخرى حيث قال : ( ويتربصون بكم الدوائر )[ التوبة : 98 ] هم كانوا لا يتربصون بنا الحسنى لكن ما ذكرنا من الدوائر . لكن ذلك ، وإن كان عند أولئك المنافقون هلاك ودائرة فهو للمؤمنين الحسنى في الآخرة .