بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ} (82)

فلما كان وقت الصبح ، أدخل جبريل جناحه تحت أرض المدائن الأربعة ، فاقتلعها من الماء الأسود ، ثم صعد بها إلى السماء ، حتى سمع أهل السماء نباح وصياح الديك . ثم قلبها فجعل عاليها سافلها ، فأقبلت تهوي من السماء إلى الأرض فذلك قوله : { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عاليها سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً } .

قال وهب بن منبه : لما رفعت إلى السماء ، أمطر الله عليهم الكبريت والنار ، ثم قلبت . وقال مقاتل : أمطر على أهلها من كان خارجاً من المدائن الأربعة ، حجارة { مّن سِجّيلٍ } يعني : من طين مطبوخ ، كما يطبخ الآجر ، { مَّنْضُودٍ } يعني : متتابع بعضه على أثر بعض .

وقال مجاهد : سجيل بالفارسية : سنج وجك ، كقوله : { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } [ الذاريات : 33 ] وروي عن ابن عباس ، في بعض الروايات ، قال : سنك وكل . وقال أبو عبيدة : السجيل : الشديد ، { منضود } : أي ملتزق بالحجارة .