قوله عز وجل : { فلمّا جاء أمرُنا } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه أمر الله تعالى للملائكة . الثاني : أنه وقوع العذاب بهم .
{ جعلنا عاليَها سافلَها } قال محمد بن كعب القرظي إن الله تعالى بعث جبريل إلى مؤتفكات{[1385]} قوم لوط فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى إن أهل السماء يسمعون نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها وأتبعها بحجارة من سجّيل حتى أهلكها وما حولها ، وكنَّ خمساً : صبغة ومقرة وعمرة ودوما وسدوم وهي القرية العظمى{[1386]} .
وقال قتادة : كانوا في ثلاث قرى يقال لها سدوم بين المدينة والشام وكان فيها أربعة آلاف ألف .
{ وأمطرنا عليها حجارة من سجّيل } فيه ثمانية تأويلات : أحدها : أنه فارسي معرب وهو " سنك وكيل " فالسنك : الحجر ، والكيل الطين ، قاله ابن عباس .
الثاني : أنه طين قد طبخ حتى صار كالأرحاء ، ذكره ابن عيسى .
الثالث : أنه الحجارة الصلبة الشديدة ، قاله أبو عبيدة وأنشد قول ابن مقبل :
ورحلة يضربون البيض عن عَرَضٍ *** ضربا تواصى به الأبطال سجّينا
الرابع : من سجيل يعني من سماء اسمها سجيل ، قاله ابن زيد .
الخامس : من سجيل من جهنم واسمها سجّين فقلبت النون لاماً .
السادس : أن السجيل من السجل وهو الكتاب وتقديره من مكتوب الحجارة التي كتب الله تعالى أن يعذب بها أو كتب عليها ، وفي التنزيل { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين . وما أدراك ما سجين . كتاب مرقوم } [ المطففين : 7-9 ] السابع : أنه فِعِّيل من السجل وهو الإرسال ، يقال أسجلته أي أرسلته ، ومنه سمي الدلو سجلاً لإرساله [ في البئر ] فكان السجيل هو المرسل عليهم .
الثامن : أنه مأخوذ من السجل الذي هو العطاء ، يقال سجلت له سجلاً من العطاء ، فكأنه قال سُجلوا البلاء أي أعطوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.