إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَقَضَيۡنَآ إِلَيۡهِ ذَٰلِكَ ٱلۡأَمۡرَ أَنَّ دَابِرَ هَـٰٓؤُلَآءِ مَقۡطُوعٞ مُّصۡبِحِينَ} (66)

{ وَقَضَيْنَا } أي أوحينا { إِلَيْهِ } مقْضيًّا ولذلك عُدِّيَ بإلى { ذَلِكَ الأمر } مبهمٌ يفسره { أَنَّ دَابِرَ هؤلاء مَقْطُوعٌ } على أنه بدلٌ منه ، وإيثار اسم الإشارة على الضمير للدلالة على اتصافهم بصفاتهم القبيحةِ التي هي مدارُ ثبوت الحكم ، أي دابرَ هؤلاء المجرمين ، وإيرادُ صيغة المفعول بدلَ صيغة المضارع لكونها أدخلَ في الدلالة على الوقوعِ ، وفي لفظ القضاءِ والتعبيرِ عن العذاب بالأمر والإشارةِ إليه بذلك وتأخيرِه عن الجار والمجرور وإبهامِه أولاً ثم تفسيره ثانياً ، من الدلالة على فخامة الأمر وفظاعتِه ، ما لا يخفى . وقرئ بالكسر على الاستئناف ، والمعنى أنهم يُستأصَلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحدٌ { مُّصْبِحِينَ } داخِلين في الصُّبح ، وهو حال من هؤلاء أو من الضمير في مقطوعٌ وجمعه للحمل على المعنى فإن دابر هؤلاء بمعنى مدبري هؤلاء .