إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا} (22)

{ لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إلها } الخطابُ للرسول عليه الصلاة والسلام والمرادُ به أمتُه وهو من باب التهييجِ والإلهاب ، أو كلِّ أحد ممن يصلح للخطابَ { فَتَقْعُدَ } بالنصب جواباً للنهي ، والقعودُ بمعنى الصيرورة من قولهم : شحذ الشفرةَ حتى قعَدتْ كأنها خَرِبة ، أو بمعنى العجز ، مِن قعد عنه أي عجز عنه { مَذْمُومًا مَّخْذُولاً } خبران أو حالان أي جامعاً على نفسك الذمَّ من الملائكة والمؤمنين والخِذلانَ من الله تعالى ، وفيه إشعارٌ بأن الموحِّدَ جامعٌ بين المدح والنُّصرة .