الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا} (22)

قوله تعالى : { فَتَقْعُدَ } : يجوز أن تكونَ على بابها ، فينتصِبَ ما بعدها على الحال ، ويجوزُ أَنْ تكونَ بمعنى " صار " فينتصبَ على الخبرية ، وإليه ذهب الفراء والزمخشري ، وأنشدوا في ذلك :

لا يُقْنِعُ الجاريةَ الخِضابُ *** ولا الوِشاحان ولا الجِلْبابُ

من دون أن تلتقي الأَرْكابُ *** ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ

أي : ويَصير . والبصريون لا يَقيسون هذا ، بل يَقْتَصِرون به على المَثَل في قولهم : " شَحَذَ شفرتَه حتى قَعَدَتْ كأنها حَرْبَةٌ " .