{ لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً ( 22 ) .
ثم لما أجمل سبحانه أعمال البر في قوله وسعى لها سعيها وهو مؤمن أخذ في تفصيل ذلك مبتدئا بأشرافها الذي هو التوحيد فقال : { لاَّ تَجْعَل } الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والمراد به أمته تهييجا وإلهابا أو لكل مكلف متأهل له صالح لتوجيهه إليه .
وقيل التقدير قل لكل مكلف لا تجعل { مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ } النصب على جواب النهي ، أي لا يكن منك جعل فقعود ، ومعنى تقعد تصير من قولهم شحذ الشفرة حتى قعدت كأنها حربة ؛ وإليه ذهب الفراء والزمخشري ، وليس المراد حقيقة القعود القابل للقيام .
وقيل هو كناية عن عدم القدرة على تحصيل الخيرات ، فإن السعي فيه إنما يأتي بالقيام والعجز عنه يلزمه أن يكون قاعدا عن الطلب .
وقيل إن من شأن المذموم المخذول أن يقعد نادما مفكرا على ما فرط منه فالقعود على هذا حقيقة .
{ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً } ونصبها على خبرية تقعد أو على الحال ، أي من غير حمد وبغير ناصر فتصير جامعا بين الأمرين : الذم لك من الله ومن ملائكته ومن صالحي عباده ، والخذلان لك منه سبحانه ، أو حال كونك جامعا بينهما . وحاصل ما ذكر في هذه الآيات من أنواع التكاليف خمسة وعشرون نوعا بعضها أصلي وبعضها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.