إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا} (22)

{ فَحَمَلَتْهُ } بأن نفخ جبريلُ عليه الصلاة والسلام في دِرعها فدخلت النفخةُ في جوفها ، قيل : إنه عليه الصلاة والسلام رفع دِرعَها فنفخ في جيبه فحمَلت ، وقيل : نفخ عن بُعد فوصل الريحُ إليها فحملت في الحال ، وقيل : إن النفخةَ كانت في فيها وكانت مدةُ حملها سبعةَ أشهر ، وقيل : ثمانيةً ، ولم يعِشْ مولود وُضع لثمانية أشهر غيرُه ، وقيل : تسعةَ أشهرٍ ، وقيل : ثلاثَ ساعات ، وقيل : ساعة كما حملت وضعتْه وسنُّها حينئذ ثلاثَ عشْرةَ سنةً ، وقيل : عشرُ سنين وقد حاضت حيضتين { فانتبذت بِهِ } أي فاعتزلت وهو في بطنها كما في قوله : [ الوافر ]

تدوس بنا الجماجمَ والتّريبا{[527]} *** . . . . . . . .

فالجارُّ والمجرور في حيز النصب على الحالية أي فانتبذت ملتبسةً به { مَكَاناً قَصِيّاً } بعيداً من أهلها وراء الجبل ، وقيل : أقصى الدارِ وهو الأنسبُ لقِصرَ مدة الحمل .


[527]:لم نهتد إلى نسبة هذا الشطر. والتريب: التراب.