ثم قال تعالى : { فحملته فانتبذت به مكانا قصيا }[ 21 ] .
في الكلام حذف ، تقديره : فنفخنا فيها من روحنا بغلام { فحملته فانتبذت به } أي : اعتزلت به مكانا قصيا ، أي : متباعدا عن الناس [ نائيأي{[44020]} ، وهو بيت لحم ، أقصى{[44021]} الوادي . فنظرت إلى أكمة/ ، فصعدت عليها مسرعة ، وإذا على الأكمة جذع نخلة{[44022]} ، فاستندت إلى الجذع .
وهو قوله : { فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة } . فجزعت{[44023]} عند شدة الولادة ، وخوف ما يقول الناس ، فقالت : { يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا } .
فسمع جبريل صلى الله عليه وسلم كلامها ، فناداها من تحتها { ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا } أي : جدولا ، وهو النهر الصغير .
ثم قال لها : { وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } ، فعجبت من قول جبريل صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان جذعا قد نخر{[44024]} ليس فيه سعف ، فلما هزته ، نظرت إلى السعف قد أطلع من بين أعلى الجذع ، وقد أخضر ، ونظرت إلى الطلع قد خرج من بين{[44025]} السعف أبيض ، ثم نظرت إليه قد أخضر بعد البياض ، قصار بلحا ، ثم نظرت إلى البلح قد احمر بعد الخضرة ، ثم نظرت إليه قد صار بسرا ، ثم نظرت إلى البسر قد احمر ، ثم نظرت إليه قد صار رطبا{[44026]} ، وذلك كله في أقل من ساعة{[44027]} .
وقيل : كان ذلك كله{[44028]} في أقل من طرفة عين . فجعلت الرطب تسقط بين يديها ، فطابت نفسها لما رأت من الآيات .
قال وهب بن منبه : ( نفخ جبريل صلى الله عليه وسلم في جيب درعها حتى وصلت النفخة إلى الرحم{[44029]} . قال وهب : لما قال لها{[44030]} جبريل { قال ربك هو علي هين } استسلمت لأمر الله ، فنفخ في جيبها وانصرف عنها ){[44031]} .
وقال السدي : ( فخرجت وعليها جلبابها لما قال لها{[44032]} جبريل عليه السلام ذلك ، فأخذ{[44033]} كمها ، فنفخ في جيب درعها{[44034]} وكان مشقوقا من قدامها ، فدخلت النفخة صدرها ، فحملت ، فأتتها أختها – امرأة زكريا – تعودها ، فلما فتحت لها الباب ، التزمتها ، فقالت امرأة زكريا : يا مريم ، أشعرت أني حبلى ؟ قالت امرأة زكريا : فإني وجدت ما في بطني يسجد لما{[44035]} في بطنك . فذلك{[44036]} قوله تعالى : { مصدقا بكلمة من الله }{[44037]} .
قال ابن جريج : ( إنما نفخ جبريل في جيب درعها ورحمها ){[44038]} .
قال السدي : ( لما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى المحراب الشرقي منه{[44039]} ، فأتت أقصاه ){[44040]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.