فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا} (22)

{ فحملته } أي الموهوب ههنا كلام مطوي ، والتقدير فاطمأنت إلى قوله فدنا منها فنفخ في جيب درعها وهو بعيد عنها فوصلت النفخة إلى بطنها فحملته وأحست في بطنها مصورا ؛ وكان سنها ثلاث عشرة سنة ، أو عشرا ، أو عشرين . أو ست عشرة سنة . وقيل كانت النفخة في ذيلها أو كمها ، وقيل في فمها ، وليس المراد أنه نفخ في فرجها مباشرة .

عن أبيّ بن كعب قال : تمثل روح عيسى في صورة بشر فحملته ، قال : حملت الذي خاطبها دخل في فيها ، قيل إن وضعها كان متصلا بهذا الحمل من غير مضي مدة للحمل ، ويدل على ذلك قوله .

{ فانتبذت به مكانا قصيا } أي تنحت بالحمل مصاحبة له واعتزلت إلى مكان بعيد من أهلها مخافة اللائمة ؛ قيل كان هذا المكان وراء الجبل ، وقيل أبعد مكان في تلك الدار ؛ وقيل أقصى الوادي ، وهو وادي بيت لحم ، وقيل إنها حملت به ستة أشهر ، وقيل ثمانية أشهر ، وذلك آية أخرى ، لأنه لا يعيش من ولد لثمانية أشهر ، وقيل سبعة أشهر ، وقيل تسعة أشهر ، كحمل النساء ، وقيل كان الحمل والولادة في ساعة واحدة وقيل حملته في ساعة وصور في ساعة ، ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومه ، وكانت قد حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى .

قلت : وهذا التفضيل لا دليل عليه ولا مستند له إلا أخبار الأخبار أو آراء الرجال ، ولو صح من نص صحيح لوجب المصير إليه وكان آية أخرى .