إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا} (25)

{ وهزي } هزُّ الشيء تحريكُه إلى الجهات المتقابلة تحريكاً عنيفاً متدارِكاً ، والمرادُ هاهنا ما كان منه بطريق الجذبِ والدفعِ لقوله تعالى : { إِلَيْكَ } أي إلى جهتك والباء في قوله عز وعلا : { بِجِذْعِ النخلة } صلةٌ للتأكيد كما في قوله تعالى : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ } الخ ، قال الفراء : تقول العرب : هَزّه وهزّ بِه وأخذ الخطامَ وأخذ بالخطام ، أو لإلصاق الفعل بمدخولها أي افعلي الهزَّ بجذعها { تساقط } أي تُسقِطِ النخلة { عَلَيْكَ } إسقاطاً متواتراً حسب تواترِ الهزِّ ، وقرئ تُسقِطْ ويُسقِط من الإسقاط بالتاء والياء ، وتتساقطْ بإظهار التاءين ، وتَساقطْ بطرح الثانية ، وتسّاقَطْ بإدغامها في السين ، ويَسّاقط بالياء كذلك ، وتسقُطْ ويسقُطْ من السقوط على أن التاء في الكل للنخلة والياء للجذع ، وقوله تعالى : { رُطَباً } على القراءات الأُوَل مفعولٌ وعلى الست البواقي تمييزٌ ، وقوله تعالى : { جَنِيّاً } صفةٌ له وهو ما قُطع قبل يَبْسه فعل بمعنى مفعول ، أي رطباً مجنياً أي صالحاً للاجتناء ، وقيل : بمعنى فاعل أي طرياً طيباً ، وقرئ جِنياً بكسر الجيم للإتباع .