إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ٱخۡسَـُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (108)

{ قَالَ اخسئوا فِيهَا } أي اسكتُوا في النَّارِ سكوتَ هوانٍ وذِلُّوا وانزجرُوا انزجارَ الكلابِ إذا زُجرتْ . من خسأتُ الكلبَ إذا زجرتَه فَخَسِأ أي انزجرَ { وَلاَ تُكَلّمُونِ } أي باستدعاءِ الإخراجِ من النَّار ، والرَّجْعِ إلى الدُّنيا وقيل : لا تُكلِّمونِ في رفع العذابِ ويردُّه الَّعليلُ الآتِي وقيل : لا تُكلِّمونِ رأساً وهو آخرُ كلامٍ يتكلَّمونَ به ثم لا كلامَ بعد ذلكَ إلا الشَّهيقُ والزَّفيرُ والعُواءُ كعواءِ الكلبِ لا يَفْهمون ولا يُفهمون ويردُّه الخطاباتُ الآتيةُ قطعاً .