فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ ٱخۡسَـُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (108)

{ قَالَ } تعالى لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين . قيل هو سبعة آلاف سنة بعدد الكواكب السيارة ، وقيل اثنا عشرة ألف سنة بعدد البروج ، وقيل ثلاثمائة ألف سنة وستون بعدد أيام السنة . ذكره القرطبي في التذكرة ، والتحقيق فيه ما ذكرناه في لقطة العجلان { اخْسَئوا فِيهَا } أي اسكتوا في جهنم سكوت هوان قال المبرد : الخسء إبعاد بمكروه ، وقال الزجاج : تباعدوا تباعد سخط ، وأبعدوا بعد الكلب ، فالمعنى أبعدوا في جهنم ، كما يقال للكب اخسأ ، أي ابعد ، وخسأت الكلب طردته .

{ وَلَا تُكَلِّمُونِ } في إخراجكم من النار ورجوعكم إلى الدنيا ، أو في رفع العذاب عنكم . وقيل المعنى لا تكلمون رأسا قال الحسن : هو آخر كلام يتكلم به أهل النار وما بعد ذلك إلا الزفير والشهيق وعواء كعواء الكلاب ،