إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا} (61)

{ تَبَارَكَ الذي جَعَلَ فِي السماء بُرُوجاً } هي البروجُ الاثنا عشرَ ، سُّمِّيتْ به ، وهي القُصور العاليةُ لأنَّها للكواكبِ السَّيارةِ كالمنازلِ الرَّفيعةِ لسُكَّانِها . واشتقاقُه من البُرجِ لظهورِه { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً } هي الشَّمسُ لقولِه تَعالَى وجعل الشَّمسَ سراجاً . وقرئ سُرُجاً وهي الشَّمسُ والكواكبُ الكبارُ { وَقَمَراً مُّنِيراً } مُضيئاً بالليَّل وقرئ قُمْراً أي ذات قمرٍ وهي جمعُ قَمراءَ ولما أنَّ اللَّياليَ بالقمرِ تكونُ قمراءَ أُضيف إليها ثمَّ حُذفَ وأُجريَ حكمُه على المضافِ إليهِ القائمِ مقامَهُ كما في قولِ حسَّانَ رضَي الله عنْهُ[ الكامل ]

يسقون من ورد البريص عليهم *** بردى يُصفَّقُ بالرَّحيقِ السَّلسلِ{[597]}

أي ماءُ بَردى ويُحتمل أنَّ يكونَ بمعنى القمرِ كالرَّشدِ والرُّشدِ والعَرَبِ والعُرْبِ .


[597]:ورد في ديوانه (ص 122)؛ وفي خزانة الأدب (4 / 381، 382، 384)؛ (11/ 188)؛ وشرح المفصل (3 / 25)؛ ولسان العرب (3 / 88) (برد)؛ (7 / 6) (برص)، (10/202) (صفق) وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (1 / 451)؛ وشرح الأشموني (2 / 324)، وشرح المفصل (6 / 133)؛ ولسان العرب (11/345) (سلسل)، (14 / 378) (ضحا).