الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا} (61)

ثم قال تعالى ذكره{[50293]} : { تبارك الذي جعل في السماء بروجا }[ 61 ] ، أي : قصورا . كما قال { ولو كنتم في بروج مشيدة }{[50294]} .

وقيل{[50295]} : البروج : منازل الشمس والقمر ؛ قاله مجاهد وقتادة ، والنجوم كلها هي في البروج .

ثم قال تعالى{[50296]} : { وجعل فيها سراجا }{[50297]}[ 61 ] ، يعني الشمس{[50298]} { وقمرا منيرا } أي : مضيئا . ومن قرأ{[50299]} " سُرُجا " بالجمع جعل البروج : القصور{[50300]} ، والسروج : النجوم . ومن قرأ{[50301]} سراجا بالتوحيد جعل البروج المنازل والسراج : الشمس{[50302]} ، والضمير في " فيها " على القراءة{[50303]} ، من قرأ : " سرجا " بالجمع يعود على البروج التي هي القصور ، ومن قرأ " سرجا " بالتوحيد كان الضمير يعود على السماء ، وإن شئت على البروج .

ويكون السراج يؤدي على الجمع كما قال : { يخرجكم طفلا }{[50304]} / أي{[50305]} جعل فيها مضيئة .

وقرأ الأعمش{[50306]} و " قُمرا " بضم القاف وإسكان الميم ، جعله جمعا وهي قراءة شاذة .


[50293]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[50294]:النساء:78.
[50295]:القول: لقتادة، انظر: ابن جرير 19/30.
[50296]:"تعالى" سقطت من ز.
[50297]:بعده في ز: "وقمرا منيرا".
[50298]:انظر: التوجيه في: زاد المسير 6/99، والتسهيل 3/175، والبحر6/6011 ومجمع البيان 19/24، والدر 19/269، وأبو السعود 4/147، وفتح القدير4/85، وروح المعاني 19/41.
[50299]:انظر: الحجة ص266، وكتاب السبعة ص466، والكشف 2/146، والنشر 2/334، وإتحاف فضلاء البشر 2/310.
[50300]:من "القصور...بالتوحيد" ساقط من ز.
[50301]:انظر: الحجة ص266، وكتاب السبعة ص466، والكشف2/146، والنشر2/334، وإتحاف فضلاء البشر2/310.
[50302]:انظر: التوجيه في الكشاف 3/98.
[50303]:"القراءة" سقطت من ز.
[50304]:غافر: 67.
[50305]:ز: جعله فيها.
[50306]:انظر: الحجة ص266، وشواذ القرآن ص106، وإتحاف البشر 2/310.