بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا} (61)

قوله عز وجل : { تبارك } وقد ذكرناه { الذى جَعَلَ فِى السماء بُرُوجاً } يعني : خلق في السماء بروجاً ، يعني : نجوماً وكواكب . ويقال : قصوراً . وذكر أنه جعل في القصور حراساً ، كما قال في آية أخرى : { وَأَنَّا لَمَسْنَا السمآء فوجدناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } [ الجن : 8 ] الآية .

ويقال : البروج الكواكب العظام ، وكل ظاهر مرتفع ، فهو برج ، وإنما قيل لها بروج لظهورها وارتفاعها ، ثم قال تعالى : { وَجَعَلَ فيها } يعني : خلق فيها { سِرَاجاً } يعني : شمساً { وَقَمَراً مُّنِيراً } يعني : منوراً مضيئاً . قرأ حمزة والكسائي { ***سُرُجاً } بلفظ الجمع ، يعني : الكواكب . وقرأ الباقون { الشمس سِرَاجاً } ، وبه قال أبو عبيدة : بهذا نقرأ . كقوله : { وَجَعَلَ الشمس سِرَاجاً } ولأنه قد ذكر الكواكب بقوله : { بُرُوجاً }