إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسجدوا للرحمن قَالُواْ وَمَا الرحمن } قالُوه لما أنَّهم ما كانُوا يُطلقونَهُ على الله تعالى ، أو لأنَّهم ظنُّوا أنَّ المرادَ به غيرُه تعالى ؛ ولذلك قالُوا { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } أي للذي تأمرُنا بسجودِه أو لأمرِك إيَّانا من غيرِ أنْ نعرفَ أنَّ المسجودَ ماذا . وقيل : لأنَّه كانَ مُعرَّباً لم يسمعُوه . وقرئ يأْمُرنا بياءِ الغَيبةِ على أنَّه قولُ بعضِهم لبعضٍ { وَزَادَهُمْ } أي الأمرُ بسجودِ الرَّحمنِ { نُفُورًا } عن الإيمانِ .