إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (166)

{ وَمَا أصابكم } رجوعٌ إلى خطاب المؤمنين إثرَ خطابِه عليه السلام بسر يقتضيه ، وإرشادٌ لهم إلى طريق الحقِّ فبما سألوا عنه وبيانٌ لبعض ما فيه من الحِكَم والمصالحِ ودفعٌ لما عسى أن يُتوهمَ من قوله تعالى : { هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } من استقلالهم في وقوع الحادثةِ ، والعدولُ عن الإضمار إلى ما ذكر للتهويل وزيادةِ التقريرِ ببيان وقتِه بقوله تعالى : { يَوْمَ التقى الجمعان } أي جمعُكم وجمعُ المشركين { فَبِإِذْنِ الله } أي فهو كائن بقضائه وتخليتِه الكفارَ ، سُمّيَ ذلك إذناً لكونها من لوازمه { وَلِيَعْلَمَ المؤمنين } عطفٌ على قوله تعالى : { فَبِإِذْنِ الله } عطفَ المسبَّب على السبب ، والمرادُ بالعلم التمييزُ والإظهارُ فيما بين الناسِ .