{ فانقلبوا } عطفٌ على مقدّر ينسحبُ عليه الكلامُ أي فخرجوا إليهم ووافَوا الموعِد . روي أنه عليه الصلاة والسلام وافي بجيشه بدراً وأقام بها ثمانيَ ليالٍ وكانت معهم تجاراتٌ فباعوها وأصابوا خيراً كثيراً ، والباء في قوله تعالى : { بِنِعْمةٍ } متعلقةٌ بمحذوف وقع حالاً من الضمير في فانقلبوا ، والتنوينُ للتفخيم أي فرَجَعوا من مقصِدهم ملتبسين بنعمة عظيمةٍ لا يقادَر قدرُها وقوله عز وجل : { مِنَ الله } متعلقٌ بمحذوف وقعَ صفةً لنعمة مؤكدةً لفخامتها الذاتيةِ التي يفيدها التنكيرُ بالفخامة الإضافيةِ أي كائنةٍ من الله تعالى وهي العافيةُ والثباتُ على الإيمان والزيادةُ فيه وحذَرُ العدوِّ منهم { وَفَضْلٍ } أي ربحٍ في التجارة وتنكيره أيضاً للتفخيم { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء } حالٌ أخرى من الضمير في فانقلبوا أو من المستكنِّ في الحال كأنه قيل : منعّمين حالَ كونِهم سالمين عن السوء والحالُ إذا كان مضارعاً منفياً بلم وفيه ضميرُ ذي الحالِ جاز فيه دخولُ الواوِ كما في قوله تعالى : { أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيء } [ الأنعام ، الآية 93 ] وعدمُه كما في هذه الآية الكريمة وفي قوله تعالى : { وَرَدَّ الله الذين كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً } [ الأحزاب ، الآية 25 ] ، { واتبعوا } في كل ما أتَوا من قول وفعل { رضوان الله } الذي هو مناطُ الفوزِ بخير الدارين { والله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } حيث تفضَّل عليهم بالتثبيت وزيادةِ الإيمانِ والتوفيقِ للمبادرة إلى الجهاد والتصلبِ في الدين وإظهارِ الجراءةِ على العدو ، وحفِظَهم عن كل ما يسوءهم مع إصابة النفعِ الجليلِ ، وفيه تحسيرٌ لمن تخلّف عنهم وإظهارٌ لخطأ رأيِهم حيث حرَموا أنفسَهم ما فاز به هؤلاء . روي أنهم قالوا : هل يكون هذا غزواً ؟ فأعطاهم الله تعالى ثوابَ الغزوِ ورضي عنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.