إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَلَا تَكُن فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآئِهِۦۖ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (23)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب } أي التَّوراةَ عبَّر عنها باسمِ الجنسِ لتحقيقِ المجانسةِ بينها وبينَ الفُرقانِ والتنبيهِ على أنَّ إيتاءَه لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم كإيتائِها لمُوسى عليهِ السَّلامُ { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } من لقاءِ الكتابِ الذي هو الفُرقان كقوله : وإنك لتلقَّى القرآنَ والمعنى إنَّا آتينا مُوسى مثلَ ما آتيناك من الكتابِ ولقَّيناه من الوحيِ مثلَ ما لقَّيناك من الوحيِ فلا تكُن في شكَ من أنَّك لقيتَ مثلَه ونظيرَه وقيل : من لقاءِ مُوسى الكتاب أو من لقائِك مُوسى وعنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( رأيتُ ليلة أُسري بي مُوسى رجلاً آدَمَ طُوالاً جَعْداً كأنَّه من رجالِ شنوءة{[656]} ) { وجعلناه } أي الكتابَ الذي آتيناهُ مُوسى { هُدًى لّبَنِى إسرائيل } قيل : لم يُتعبدْ بما في التَّوراةِ ولدُ إسماعيلَ .


[656]:أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب (24، 48) وفي كتاب بدء الخلق باب (7) وفي كتاب اللباس باب (68) كما أخرجه مسلم في كتاب الإيمان حديث رقم (226، 267، 270 ) وأخرجه أحمد في (1/245، 259، 277، 342، 374).