إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (25)

{ قَالَ } عليه السلام لما رأى منهم ما رأى من العِناد على طريقة البثِّ والحُزن والشكوى إلى الله تعالى مع رقة القلبِ التي بمثلها تُستجلبُ الرحمةُ وتُسْتَنزَلُ النُّصرة { رَبّ إِنّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } عطف على نفسي ، وقيل : على الضمير في ( إني ) على معنى إني لا أملك إلا نفسي وإن أخي لا يملِكُ إلا نفسَه ، وقيل : على الضمير في ( لا أملك ) للفصل { فافرق بَيْنَنَا } يريد نفسه وأخاه ، والفاء لترتيب الفرق أو الدعاءِ به على ما قبله { وَبَيْنَ القوم الفاسقين } الخارجين عن طاعتك المُصِرّين على عِصيانك بأن تحكُم لنا بما نستحقّه وعليهم بما يستحقونه ، وقيل : بالتبعيد بيننا وبينهم وتخليصِنا من صحبتهم .