قوله : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي ) الآية [ 27 ] .
المعنى : قال موسى –عند قولهم له ما حكى عنهم ، ونكولهم( {[15505]} ) عن قتال عدوهم- : ربِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلا نَفْسي ، وَأخي كذلك ، أي : وأخي [ أيضاً لا يملك ]( {[15506]} ) إلا نفسه( {[15507]} ) .
( وقيل : المعنى لا أملك إلا نفسي ، ولا أملك إلا أخي ، فيكون نسقاً على نفسي )( {[15508]} ) .
فالأخ –على القول الأول- في موضع رفع ، عطف على موضع ( إِنِّي )( {[15509]} ) ، وعلى الثاني في موضع نصب( {[15510]} ) .
ويجوز الرفع في الأخ من وجه آخر : وهو أن يكون معطوفاً على المضمر في ( أَمْلِكُ )( {[15511]} ) ، كأنه قال : إني لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا( {[15512]} ) . ويجوز النصب على أن [ يكون ]( {[15513]} ) نسقاً على الياء التي هي اسم ( أنّ ) ، بمعنى : قال : إني وأخي لا أملك إلا أنفسنا( {[15514]} ) .
ومعنى الآية : أنه خبر من الله عن موسى وما قال عندما قال له قومه( {[15515]} ) .
ومعنى ( فَافْرُقْ بَيْنَنَا ) ( أي فافصل بيننا )( {[15516]} ) ( وَبَيْنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ) أي : افصل بيننا بقضاء( {[15517]} ) منك تقضيه فينا وفيهم ، يقال " فرقت بين الشيئين " بمعنى : فصلت بينهما( {[15518]} ) ، قال ابن عباس : اقض بيننا( {[15519]} ) .
وقيل : المعنى : اجعل الجنة دارنا ليكون بيننا وبينهم فرق( {[15520]} ) .
وأجاز أبو حاتم الوقف على ( إِلاَّ نَفْسِي ) ، قال : لأن المعنى : وأخي لا يملك إلا نفسه( {[15521]} ) ، وهذا قول مردود( {[15522]} ) ، لأن كل إنسان يملك نفسه فلا فائدة في الكلام( {[15523]} ) على هذا ، ولو كان موسى لا يملك أخاه ، لم يكن في تخصيص ذكره فائدة ، لأنه أيضاً لا يملك( {[15524]} ) قومه ، فهم بمنزلة الأخ على هذا القول . ( وقد أنكر هذا القول )( {[15525]} ) المبرد وغيره( {[15526]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.