الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (25)

قوله : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي ) الآية [ 27 ] .

المعنى : قال موسى –عند قولهم له ما حكى عنهم ، ونكولهم( {[15505]} ) عن قتال عدوهم- : ربِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلا نَفْسي ، وَأخي كذلك ، أي : وأخي [ أيضاً لا يملك ]( {[15506]} ) إلا نفسه( {[15507]} ) .

( وقيل : المعنى لا أملك إلا نفسي ، ولا أملك إلا أخي ، فيكون نسقاً على نفسي )( {[15508]} ) .

فالأخ –على القول الأول- في موضع رفع ، عطف على موضع ( إِنِّي )( {[15509]} ) ، وعلى الثاني في موضع نصب( {[15510]} ) .

ويجوز الرفع في الأخ من وجه آخر : وهو أن يكون معطوفاً على المضمر في ( أَمْلِكُ )( {[15511]} ) ، كأنه قال : إني لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا( {[15512]} ) . ويجوز النصب على أن [ يكون ]( {[15513]} ) نسقاً على الياء التي هي اسم ( أنّ ) ، بمعنى : قال : إني وأخي لا أملك إلا أنفسنا( {[15514]} ) .

ومعنى الآية : أنه خبر من الله عن موسى وما قال عندما قال له قومه( {[15515]} ) .

ومعنى ( فَافْرُقْ بَيْنَنَا ) ( أي فافصل بيننا )( {[15516]} ) ( وَبَيْنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ) أي : افصل بيننا بقضاء( {[15517]} ) منك تقضيه فينا وفيهم ، يقال " فرقت بين الشيئين " بمعنى : فصلت بينهما( {[15518]} ) ، قال ابن عباس : اقض بيننا( {[15519]} ) .

وقيل : المعنى : اجعل الجنة دارنا ليكون بيننا وبينهم فرق( {[15520]} ) .

وأجاز أبو حاتم الوقف على ( إِلاَّ نَفْسِي ) ، قال : لأن المعنى : وأخي لا يملك إلا نفسه( {[15521]} ) ، وهذا قول مردود( {[15522]} ) ، لأن كل إنسان يملك نفسه فلا فائدة في الكلام( {[15523]} ) على هذا ، ولو كان موسى لا يملك أخاه ، لم يكن في تخصيص ذكره فائدة ، لأنه أيضاً لا يملك( {[15524]} ) قومه ، فهم بمنزلة الأخ على هذا القول . ( وقد أنكر هذا القول )( {[15525]} ) المبرد وغيره( {[15526]} ) .


[15505]:- ب: نكوهم، ج د: نكرلهم.
[15506]:- أ ب د: لا يملك أيضاً.
[15507]:- انظر: معاني الزجاج 2/164، وإعراب مكي 223، وإعراب العكبري 431 حيث جعل هذا المعنى للعطف على الضمير في أملك.
[15508]:- ساقطة من ب. وهو قول الطبري في تفسيره 10/187، وجوزه الزجاج في معانيه 2/165، وابن الأنباري في إعرابه 1/288.
[15509]:- انظر: إعراب النحاس 1/491، وإعراب مكي 223، وإعراب ابن الأنباري 1/288.
[15510]:- "عطف على (نفسي)" إعراب النحاس 1/491، وإعراب مكي 223، وإعراب العكبري 431.
[15511]:- انظر: إعراب النحاس 1/491، وإعراب مكي 223، وإعراب ابن الأنباري 1/288.
[15512]:- جوزه الزجاج في معانيه 2/164 و165، والأنصاري في مقصده 31.
[15513]:- ساقطة من أ.
[15514]:- انظر: معاني الزجاج 2/165، وإعراب النحاس 1/491، وإعراب مكي 223. وإعراب العكبري 431، وإعراب ابن الأنباري 1/288، وإعراب العكبري 431، والمقصد 31.
[15515]:- انظر: تفسير الطبريي 10/187.
[15516]:- ساقطة نم ب. وانظر: مجاز أبي عبيدة 1/160.
[15517]:- ج د: بقضا.
[15518]:- انظر: تفسير الطبري 10/188.
[15519]:- انظر: تفسير الطبري 10/189، وتفسير ابن كثير 2/41.
[15520]:- انظر: إعراب النحاس 1/491.
[15521]:- انظر: المقصد 31، ولم يذكر قائله، بل قال بعده: "والأكثر: الوقف على (وأخي)" وهو تمام عند أحمد بن موسى في "القطع" والإئتناف" 284.
[15522]:- رده "أهل العربية وأهل التأويل في القطع والإئتناف" 284.
[15523]:- ب: الكهم.
[15524]:- ب: ملك.
[15525]:- ساقطة من ج د.
[15526]:- انظر: الكامل 1/21.