تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (25)

وقوله تعالى : { قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي } الآية ؛ يحتمل { إني لا أملك } في الإجابة والطاعة لك إلا نفسي وأخي ، وأخي أيضا لما عرفت بالعصمة التي أعطيت له أن يجيبني ، ويطيعني في ذلك وأما هؤلاء فإني لا أملك إجابتهم ولا طاعتهم { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } .

ويحتمل { قال رب إني لا أملك إلا نفسي } وأخي أيضا لا يملك إلا نفسه ، وعلى الإضمار لأنهما كانا جميعا رسولين مأمورين بتبليغ الرسالة بقوله تعالى : { فقولا له قولا لينا } الآية [ طه : 44 ] .

وقوله تعالى : { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } قال قائلون : إنما طلب موسى ، عليه السلام ، الفرقة [ بينه ] وبين الذين أبوا الدخول فيها ، وقالوا { لن ندخلها أبدا ما داموا فيها } وقال قائلون : إنما طلب موسى عليه السلام الفرقة بينهم وبين الجبابرة الذين كانوا في الأرض التي أمروا فيها والقتال معهم ، والله أعلم .