فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (25)

{ قال } موسى { رب إني لا أملك إلا نفسي } يحتمل أن يعطف { وأخي } على نفسي وأن يعطف على الضمير في { إني } أي إني لا أملك إلا نفسي ، وإن أخي لا يملك إلا نفسه ، وفيه ستة أوجه ذكرها السمين ، قال : هذا تحسرا وتحزنا واستجلابا للنصر من الله عز وجل ، وإنما قال { وأوخي } وإن كان معه في طاعته يوشع بن نون وكالب بن يوفنا لاختصاص هارون به ولمزيد الاعتناء بأخيه أو المعنى وأخي في الدين والأول أولى .

{ فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } أي افصل بيننا يعني نفسه وأخاه وبينهم ، وميزنا عن جملتهم ولا تلحقنا بهم في العقوبة ، وقيل المعنى فاقض بيننا وبينهم ، وقيل إنما أراد في الآخرة .