فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (25)

{ قال } موسى عليه السلام لما رأى منهم ما رأى من العناد على طريق البث والحزن والشكوى إلى الله تعالى مع رقة القلب التي بمثلها تستجلب الرحمة وتستنزل النصرة ؛ فليس القصد إلى الإخبار وكذا كل خبر يخاطب به علام الغيوب يقصد به معنى سوى إفادة الحكم أو لازمه ، فليس قوله رداً لما أمر الله تعالى به ، ولا اعتذارا عن عدم الدخول ) ( {[1720]} ) ؛ { رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي } ولا يستجيب لي في المسارعة إلى طاعتك سوى نفسي وأخي ، ولعله كان يعني من آخاه في الدين وهم قلة ، { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } عن الضحاك : . . . اقض بيننا وبينهم ، وافتح بيننا وبينهم ، . . . . فقضى الله جل ثناؤه بينه وبينهم أن سماهم فاسقين ؛ وعنى بقوله { الفاسقين } الخارجين عن الإيمان بالله وبه إلى الكفر بالله وبه . ا ه .


[1720]:ما بين العلامتين ( ) من روح المعاني.