إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (52)

{ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ للْعَالَمِينَ } على أنَّه حالٌ من فاعل يقولونَ مفيدةٌ لغايةِ بُطلانِ قولِهِم وتعجيبِ السامعينَ من جرأتِهِم على تفوهِ تلكَ العظيمةِ أي يقولونَ ذلكَ والحالُ أنَّه ذكرٌ للعالمينَ ، أي تذكيرٌ وبيانٌ لجميعِ ما يحتاجونَ إليهِ من أمورِ دينِهِم فأينَ مَنْ أنزلَ عليهِ ذلكَ وهو مُطلعٌ على أسرارِهِ طُرَّاً ومحيطٌ بجميعِ حقائِقِه خُبراً ممَّا قالُوا ، وقيلَ معناهُ شرفٌ وفضلٌ ، لقولِهِ تعالَى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } [ سورة الزخرف ، الآية 44 ] وقيلَ الضميرُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكونُه مذكِراً وشرفاً للعالمينَ لا ريبَ فيهِ .

ختام السورة:

عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : «منْ قرأَ سُورةَ القلمِ أعطاهُ الله ثوابَ الذينَ حسَّن الله أخلاقَهُم » .