نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (52)

ولما كان معنى قولهم هذا أن ما يقوله تخاليط{[67811]} من يصرع بالجن ، أكد بقصر القلب قوله معجباً منهم { وما } أي والحال أن هذا القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم ما { هو إلا ذكر } أي موعظة وشرف { للعالمين * } أي كلهم عاليهم ودانيهم ليس منهم أحد إلا وهو يعلم أنه لا شيء يشبهه في جلالة معانيه وحلاوة ألفاظه وعظمة سبكه {[67812]}ودقة فهمه{[67813]} ورقة حواشيه وجزالة نظومه ، ويفهم منه على حسب ما هيأه الله له ليناسب عموم ذكريته عموم الرسالة للمرسل به ، وكل ما فيه من وعد ووعيد وأحكام ومواعظ شامل لهم كلهم ، فوجبت التفرقة بين مسلمهم ومجرمهم لتصدق أقواله{[67814]} فيكمل {[67815]}جلاله وجماله{[67816]} فقد رجعت خاتمتها - كما ترى - على فاتحتها بالنون والقلم وما يسطرون من هذا الذكر ، وسلب ما قالوا فيه من الجنون والإقسام على الخلق العظيم الذي هو هذا الذكر الحكيم ، ونبه كونه ذكراً لجميع الخلق بما فيه من الوعد والوعيد على أنه لا بد من الحاقة وهي القيامة ليظهر فيها تأويله وإجماله وتفصيله ، ويتضح غاية الاتضاح سبيله ، وتحق فيها حقائقه وتظهر جلائله ودقائقه بما يقع من الحساب ، ويتبين غاية البيان ويظهر{[67817]} الخطأ من الصواب - {[67818]}والله الهادي{[67819]} .

ختام السورة:

فقد رجعت خاتمتها - كما ترى - على فاتحتها بالنون والقلم وما يسطرون من هذا الذكر ، وسلب ما قالوا فيه من الجنون والإقسام على الخلق العظيم الذي هو هذا الذكر الحكيم ، ونبه كونه ذكراً لجميع الخلق بما فيه من الوعد والوعيد على أنه لا بد من الحاقة وهي القيامة ليظهر فيها تأويله وإجماله وتفصيله ، ويتضح غاية الاتضاح سبيله ، وتحق فيها حقائقه وتظهر جلائله ودقائقه بما يقع من الحساب ، ويتبين غاية البيان ويظهر الخطأ من الصواب - والله الهادي .


[67811]:- زيد في الأصل: كتخاليط، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67812]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67813]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67814]:- من ظ وم، وفي الأصل: أقوالهم.
[67815]:- من ظ وم، وفي الأصل: جماله وجلاله.
[67816]:- من ظ وم، وفي الأصل: جماله وجلاله.
[67817]:- سقط من ظ وم.
[67818]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67819]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.