إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

{ خاشعة أبصارهم } حالٌ من مرفوعِ يُدعونَ ، على أنَّ أبصارَهُم مرتفعٌ بهِ على الفاعليةِ ، ونسبةُ الخشوعِ إلى الأبصارِ لظهورِ أثرِهِ فيهَا { ترْهقُهُم } تلحقُهُم وتغشاهُم { ذِلَّةٌ } شديدةٌ { وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السجود } في الدُّنيا . والإظهارُ في موضعِ الإضمارِ لزيادةِ التقريرِ ، أو لأنَّ المرادَ بهِ الصلاةُ أو ما فيها من السجودِ والدعوةُ دعوةُ التكليفِ . { وَهُمْ سالمون } متمكنُونَ منْهُ أقوَى تمكنٍ ، أي فلا يُجيبونَ إليهِ ويأبَونَهُ وإنَّما تُركَ ذكرُه ثقةً بظهورِهِ .