قوله : { وَإِذْ } منصوب بفعل مقدر معطوف على ما قبله ، أي واسألهم إذ نتقنا الجبل ، أي رفعنا الجبل { فَوْقَهُمُ } و { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أي : كأنه لارتفاعه سحابة تظلهم ، والظلة : اسم لكل ما أظلّ ، وقرئ «طلة » بالطاء من أطلّ عليه إذا أشرف { وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي : ساقط عليهم . قيل : الظنّ هنا بمعنى العلم . وقيل : هو على بابه { خُذُواْ مَا آتيناكم بِقُوَّةٍ } هو على تقدير القول : أي وقلنا لهم خذوا ، والقوّة : الجدّ والعزيمة ، أي أخذاً كائناً بقوّة { واذكروا مَا فِيهِ } من الأحكام التي شرعها الله لكم ، ولا تنسوه { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } رجاء أن تتقوا ما نهيتهم عنه ، وتعملوا بما أمرتم به ، وقد تقدّم تفسير ما هنا في البقرة مستوفى ، فلا نعده .
وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل } يقول : رفعناه ، وهو قوله : { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور } فقال : { خُذُواْ مَا آتيناكم بِقُوَّةٍ } وإلا أرسلته عليكم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عنه ، في الآية قال : رفعته الملائكة فوق رؤوسهم ، فقيل لهم : { خُذُواْ مَا آتيناكم بِقُوَّةٍ } فكانوا إذا نظروا إلى الجبل قالوا : سمعنا وأطعنا ، وإذا نظروا إلى الكتاب قالوا : سمعنا وعصينا . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه ، أيضاً قال : إني لأعلم لم تسجد اليهود على حرف ، قال الله : { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ } قال : لتأخذنّ أمري أو لأرمينكم به ، فسجدوا وهم ينظرون إليه مخافة أن يسقط عليهم ، وكانت سجدة رضيها الله سبحانه فاتخذوها سنة . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل } قال : انتزعه الله من أصله ، ثم جعله فوق رؤوسهم ، ثم قال : لتأخذنّ أمري أو لأرمينكم به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.