{ وَ يَا آدَمَ } أي وقلنا كما وقع في سورة البقرة ، وتصديرُ الكلامِ بالنداء للتنبيه على الاهتمام بتلقّي المأمورِ به ، وتخصيصُ الخطابِ به عليه السلام للإيذان بأصالته في تلقي الوحي وتعاطي المأمور به { اسكن أَنتَ وَزَوْجُكَ الجنة } هو من السكَن الذي هو عبارةٌ عن اللَّبْثِ والاستقرارِ والإقامةِ لا من السكون الذي هو ضدُّ الحركة ، وأنت ضميرٌ أُكّد به المستكنُّ ليصحَّ العطفُ عليه ، والفاءُ في قوله تعالى : { فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } لبيان المرادِ مما في سورة البقرة من قوله تعالى : { وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا } [ البقرة : 35 ] من أن ذلك كان جمعاً مع الترتيب ، وقوله تعالى : { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } في معنى منها حيث شئتما ، ولم يُذكر هاهنا ( رَغَداً ) ثقةً بما ذكر هناك ، وتوجيهُ الخطابِ إليهما لتعميم التشريفِ والإيذانِ بتساويهما في مباشرة المأمورِ به فإن حوّاءَ أُسوةٌ له عليه السلام في حق الأكلِ بخلاف السكنِ فإنها تابعةٌ له فيه ولتعليق النهي بها صريحاً في قوله تعالى : { وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة } وقرئ هذي وهو الأصلُ لتصغيره على ذَيّا والهاءُ بدلٌ من الياء { فَتَكُونَا مِنَ الظالمين } إما جزمٌ على العطف أو نصبٌ على الجواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.