فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (19)

قوله : { ويا آدَمَ } هو على تقدير القول ، أي وقلنا يا آدم . قال له هذا القول ، بعد إخراج إبليس من الجنة ، أو من السماء ، أو من بين الملائكة كما تقدّم . وقد تقدّم معنى الإسكان ، ومعنى{ ولا تَقْرَبَا هذه الشجرة } في البقرة . ومعنى : { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } من أيّ نوع من أنواع الجنة شئتما أكله ، ومثله ما تقدّم من قوله تعالى : { وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا } وحذف النون من { فَتَكُونَا } لكونه معطوفاً على المجزوم ، أو منصوباً على أنه جواب النهي .