قوله عز وجل : { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزُوْجُكَ الْجَنَّةَ } يعني حوّاء ، وفي الجنة التي أمر بسكناها قولان :
أحدهما : في جنة الخلد التي وعد المتقون ، وجاز الخروج منها لأنها لم تجعل ثواباً فيخلد فيها ولا يخرج منها .
والثاني : أنها جنة من جنات الدنيا لا تكليف فيها وقد كان مكلفاً .
{ فَكُلاَ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتَمُا } يحتمل وجهين :
أحدهما : من حيث شئتما من الجنة كلها . والثاني : ما شئتما من الثمار كلها لأن المستثنى بالنهي لمَّا كان ثمراً كان المأمور به ثمراً .
{ وَلاَ تَقَْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } قد ذكرنا{[1044]} اختلاف الناس فيها على ستة أقاويل :
أحدها : أنه البُرّ ، قاله ابن عباس . والثاني : الكَرْم ، قاله السدي . والثالث : التين ، قاله ابن جريج . والرابع : شجرة الكافور ، قاله علي بن أبي طالب . والخامس : شجرة العلم ، قاله الكلبي . والسادس : أنها شجرة الخلد التي كانت تأكل منها الملائكة ، قاله ابن جدعان .
وحكى محمد بن إسحاق عن أهل الكتابين أنها شجرة الحنظل ولا أعرف لهذا وجهاً{[1045]} .
فإذا قيل : فما وجه نهيهما عن ذلك مع كمال معرفتهما ؟
قيل : المصلحة في استدامة ، المعرفة ، والابتلاء بما يجِب فيه الجزاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.