{ قَالَ } استئنافٌ كأمثاله { فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي } الباءُ للقسم كما في قوله تعالى : { فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ } [ ص ، الآية 82 ] فإن إغواءَه تعالى إياه أثرٌ من آثار قُدرتِه عز وجل وحُكمٌ من أحكام سلطانِه تعالى ، فمآلُ الإقسامِ بهما واحدٌ ، فلعل اللعينَ أقسم بهما جميعاً فحكى تارةً قسَمَه بأحدهما وأخرى بالآخر ، والفاءُ لترتيب مضمونِ الجملةِ على الإنظار ، وما مصدريةٌ أي فأقسم بإغوائك إياي { لأقْعُدَنَّ لَهُمْ } أو للسببية على أن الباءَ متعلقةٌ بفعل القسمِ المحذوفِ لا بقوله : { لأقْعُدَنَّ لَهُمْ } كما في الوجه الأول ، فإن اللام تصُدّ عن ذلك أي فبسبب إغوائِك إياي لأجلهم أُقسم بعزتك لأقعُدّن لآدمَ وذرِّيتِه ترصّداً بهم كما يقعُد القُطّاع للقطع على السابلة{[258]} { صراطك المستقيم } الموصِلَ إلى الجنة وهو دينُ الإسلام ، فالقعودُ مجازٌ متفرِّعٌ على الكناية ، وانتصابُه على الظرفية كما في قوله : [ الكامل ]
[ لَدّنٌ بهزِّ الكفّ يعسِل متنه ] *** [ فيه ] كما عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ{[259]}
وقيل : على نزع الجارِّ تقديرُه على صراطك كقولك : ضرب زيد الظهرَ والبطنَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.