إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا} (7)

{ وَإِنّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } أي إلى الإيمانِ { لِتَغْفِرَ لَهُمْ } بسببهِ { جَعَلُوا أصابعهم فِي آذانهم } أيْ سدُّوا مسامِعَهُم منِ استماعِ الدعوةِ { واستغشوا ثِيَابَهُمْ } أي بالغُوا في التغطِّي بهَا كأنَّهُم طلبُوا أنْ تغشاهُم ثيابُهُم أو تُغشِّيهم لئلا يُبصروه كراهةَ النظرِ إليهِ أو لئلا يعرفَهُم فيدعُوَهُم { وَأَصَرُّوا } أي أكبُّوا على الكفرِ والمعاصِي مستعارٌ منْ أصرَّ الحمارُ على العانةِ{[800]} إذَا أصرَّ أذنيهِ وأقبلَ عليهَا { واستكبروا } عن اتِّباعي وطاعتي { استكبارا } شديداً .


[800]:العانة: الأتان.