فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا} (7)

{ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ( 7 ) }

وتمضي الآية الكريمة تبين شكوى نوح إلى ربه من عناد قومه المستكبرين عن الحق فيؤكد أنه كلما دعاهم إلى الإيمان ليفوزوا بالغفران سدوا مسامعهم عن استماع الدعوة ، وبالغوا في التغطي بالأثواب كراهة النظر إليه من فرط كراهيتهم للدعوة .

{ وأصروا } واستمروا على شركهم وكفرهم .

{ واستكبروا استكبارا } واستنكفوا عن اتباع الحق ، وأنفوا وتأبوا الانقياد للهدى والرشاد ، وقالوا : { . . إن لنراك في ضلال مبين }{[7818]} وقالوا : { إن هو إلا رجل به جنة . . }{[7819]} ثم كان أن أكدوا له وعيدهم : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين }{[7820]} .


[7818]:- سورة الأعراف. من الآية 60.
[7819]:- سورة المؤمنون. من الآية 25.
[7820]:- سورة الشعراء. الآية 116.