الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا} (7)

{ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } ليتوبوا عن كفرهم فتغفر لهم ، فذكر المسبب الذي هو حظهم خالصاً ليكون أقبح لإعراضهم عنه . سدّوا مسامعهم عن استماع الدعوة { واستغشوا ثِيَابَهُمْ } وتغطوا بها ، كأنهم طلبوا أن تغشاهم ثيابهم ، أو تغشيهم لئلا يبصروه كراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في دين الله . وقيل لئلا يعرفهم ؛ ويعضده قوله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } [ هود : 5 ] ، الإصرار : من أصر الحمار على العانة إذا صرّ أذنيه وأقبل عليها يكدمها ويطردها : استعير للإقبال على المعاصي والإكباب عليها { واستكبروا } وأخذتهم العزة من اتباع نوح وطاعته ، وذكر المصدر تأكيد ودلالة على فرط استقبالهم وعتوهم .