فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا} (19)

{ وفتحت السماء } معطوف على { ينفخ } وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الوقوع أي فتحت لنزول الملائكة ، وقال علي القارئ عطف على { فتأتون } أو حال أي والحال أنها قد فتحت ، وقرئ بالتخفيف والتشديد وهما سبعيتان .

قال الشهاب المراد بالفتح ليس ما عرف من فتح الأبواب ، وهو موافق لقوله { إذا السماء انشقت } و { إذا السماء انفطرت } فإن القرآن يفسر بعضه بعضا ، وعبر عن التشقيق بالفتح إشارة إلى كمال قدرته حتى كان تشقيق هذا الجرم العظيم كفتح الباب سهولة وسرعة { فكانت أبوابا } كما في قوله : { ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا } وقيل معنى فتحت قطعت فصارت قطعا قطعا كالأبواب ، وقيل أبوابها طرقها ، وقيل تنحل وتتناثر حتى تصير فيها أبواب وطرق ، وقيل أن لكل عبد بابين في السماء باب لرزقه وباب لعمله ، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب .

وظاهر قوله : { فكانت أبوابا } أنها صارت كلها أبوابا ، وليس المراد ذلك بل المراد أنها صارت ذات أبواب كثيرة .