الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (23)

{ فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ } يظلمون ويتجاوزون إلى غير أمر الله { فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ } الآن وباله راجع إليها وجزاؤه لاحق ، وأتم الكلام هاهنا كقوله تعالى :

{ لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ } [ الأحقاف : 35 ] أي هذا بلاغ وقيل هو كلام متصل ، والبغي ابتداء ومتاع خبره ، وقوله على أنفسكم صلة المتاع ومعناه { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ولا يصلح لزاد المعاد لأنّكم استوجبتم غضب الله .

وقرأ ابن اسحاق وحفص : متاعاً بالنصب على الحال { ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ *