الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (110)

{ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ } تسلفوا . { لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ } طاعة وعمل صالح . { تَجِدُوهُ } تجدوا ثوابه ونفعه . { عِندَ اللَّهِ } وقيل : بالخبر الحال كقوله عزّ وجلّ { إِن تَرَكَ خَيْراً } [ البقرة : 180 ] ومعناه وما تقدّموا لأنفسكم من زكاة وصدقة تجدوه عند الله أي وتجدوا الثمرة واللقمّة مثل أحُد { إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ } ورد في الحديث : إذا مات العبد قال الله : ما خلّف ؟

وقال الملائكة : ما قدّم ؟

وعن أنس بن مالك قال : لمّا ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل علي بن أبي طالب عليه السلام الدّار فأنشأ يقول :

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة *** وكلّ الّذي دون الفراق قليل

وإنّ افتقادي واحداً بعد واحد *** دليلٌ على أن لا يدوم خليل

ثمّ دخل المقابر فقال : السلام عليكم يا أهل القبور أموالكم قسّمت ودوركم سكنّت وأزواجكم نكحت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟ فهتف هاتف : وعليكم السلام ما أكلنا رِبْحَنَا وما قدّمنا وجدنا وما خلّفنا خسرنا .