وقوله( {[3555]} ) : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ ) [ 109 ] .
إقامة الصلاة هو أداؤها بفروضها لوقتها وهي الخمس الصلوات المفروضة( {[3556]} ) .
قال أنس بن( {[3557]} ) مالك : " فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء خمسين ، ثم نقصت حتى جعلت خمساً تخفيفاً من الله ، ثم نودي يا مُحَمَّدُ : إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذه الخَمْسِ خَمْسِين " ( {[3558]} ) .
ويجمع أوقاتها( {[3559]} ) قوله( {[3560]} ) : ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ )( {[3561]} )/ . يريد المغرب والعشاء الآخر/ ( وَحِينَ تُصْبِحُونَ )( {[3562]} ) يريد الصبح . ( وَحِينَ تُظْهِرُونَ )( {[3563]} ) . يريد الظهر ( وَعَشِيّاً )( {[3564]} ) . العصر( {[3565]} ) . فأما قوله تعالى : ( اَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ )( {[3566]} ) . فقال علي بن أبي طالب( {[3567]} ) " دلوكها غروبها " . وهو قول ابن( {[3568]} ) مسعود( {[3569]} ) .
وروي عن ابن عباس : " دلوكها زوالها " . وقاله ابن عمر وأبو هريرة . ( وَقُرْءَانَ الفَجْرِ )( {[3570]} ) صلاة الصبح .
وقال قتادة : " ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ )( {[3571]} ) : هي صلاة الفجر ( وَقَبْلَ( {[3572]} ) غُرُوبِهَا )( {[3573]} ) صلاة العصر . ( وَمِنَ انَاءِ اللَّيْلِ )( {[3574]} ) صلاة المغرب والعشاء الآخرة .
وأجمع أهل العلم على أن أول وقت الظهر الزوال .
وقال مالك : " آخر وقتها أن يصير ظل كل شيء مثله بعد الزوال " .
وبه قال الثوري والشافعي( {[3575]} ) وأبو ثور( {[3576]} ) .
وقال عطاء : " لا تفريط في الظهر حتى( {[3577]} ) تصفرّ الشمس " .
وقال طاوس( {[3578]} ) : " لا تفوت حتى الليل " .
وقال النعمان : " آخر وقتها ما لم يصر الظل قامتين " وأول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله " ( {[3579]} ) . هذا قول مالك والثوري والشافعي( {[3580]} ) وإسحاق( {[3581]} ) وأحمد بن حنبل( {[3582]} ) وأبي/ ثور .
وقال النعمان : " أول وقت العصر أن يصير( {[3583]} ) الظل قامتين بعد الزوال ، ولا تجزئ الصلاة قبل( {[3584]} ) ذلك " .
وآخر وقتها أن يصير ظلك مثليه .
وقال أحمد وأبو ثور : " آخر وقتها ما لم تصفرّ الشمس على وجه الأرض " ( {[3585]} ) .
وقال إسحاق : " آخر وقتها أن يصلي منها ركعة قبل غروب الشمس لقول النبي عليه السلام " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ العَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ( {[3586]} ) ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " ( {[3587]} ) .
وهذا عند الشافعي( {[3588]} ) وغيره إنما هو لأهل العذر( {[3589]} ) .
وروي عن ابن عباس : " أن آخر وقتها غروب الشمس " . ووقت المغرب غروب الشمس وقتاً واحداً " ، وهو قول مالك والشافعي( {[3590]} ) والأوزاعي( {[3591]} ) .
وقال الثوري وأحمد وإسحاق : " وقتها إلى أن يغيب الشفق " .
ووقت العشاء مغيب الشفق . وهو الحُمرة في قول ابن( {[3592]} ) عمر وابن عباس ومالك وسفيان وابن أبي ليلى والشافعي( {[3593]} ) .
وروي عن أبي هريرة " أنه البياض " ، وهو قول زفر( {[3594]} ) . وآخر وقتها عند النخعي( {[3595]} ) ربع الليل .
وروي عن عمر رضي الله عنه وأبي هريرة ، وعمر بن عبد العزيز( {[3596]} ) " إلى ثلث الليل " وهو قول مالك . وقال الثوري وابن المبارك( {[3597]} ) وإسحاق " إلى نصف الليل " . وروي ذلك عن عمر أيضاً . ووقت صلاة الصبح انصداع الفجر إلى طلوع الشمس ، ووقت الجمعة بعد الزوال ، ومن( {[3598]} ) صلى الجمعة قبل الزوال لم تجزه عند الجميع إلا أحمد بن( {[3599]} ) حنبل فإنه( {[3600]} ) أجاز قبل الزوال .
ومعنى قولهم في التشهد : " التحيات " ، قال أبو عبيد( {[3601]} ) " التحيات( {[3602]} ) الملك ، والصلوات هي الصلوات( {[3603]} ) الخمس لله ، والطيبات( {[3604]} ) هي الأعمال الزكيات لله " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.