الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (110)

وقوله( {[3555]} ) : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ ) [ 109 ] .

إقامة الصلاة هو أداؤها بفروضها لوقتها وهي الخمس الصلوات المفروضة( {[3556]} ) .

قال أنس بن( {[3557]} ) مالك : " فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء خمسين ، ثم نقصت حتى جعلت خمساً تخفيفاً من الله ، ثم نودي يا مُحَمَّدُ : إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذه الخَمْسِ خَمْسِين " ( {[3558]} ) .

ويجمع أوقاتها( {[3559]} ) قوله( {[3560]} ) : ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ )( {[3561]} )/ . يريد المغرب والعشاء الآخر/ ( وَحِينَ تُصْبِحُونَ )( {[3562]} ) يريد الصبح . ( وَحِينَ تُظْهِرُونَ )( {[3563]} ) . يريد الظهر ( وَعَشِيّاً )( {[3564]} ) . العصر( {[3565]} ) . فأما قوله تعالى : ( اَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ )( {[3566]} ) . فقال علي بن أبي طالب( {[3567]} ) " دلوكها غروبها " . وهو قول ابن( {[3568]} ) مسعود( {[3569]} ) .

وروي عن ابن عباس : " دلوكها زوالها " . وقاله ابن عمر وأبو هريرة . ( وَقُرْءَانَ الفَجْرِ )( {[3570]} ) صلاة الصبح .

وقال قتادة : " ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ )( {[3571]} ) : هي صلاة الفجر ( وَقَبْلَ( {[3572]} ) غُرُوبِهَا )( {[3573]} ) صلاة العصر . ( وَمِنَ انَاءِ اللَّيْلِ )( {[3574]} ) صلاة المغرب والعشاء الآخرة .

وأجمع أهل العلم على أن أول وقت الظهر الزوال .

وقال مالك : " آخر وقتها أن يصير ظل كل شيء مثله بعد الزوال " .

وبه قال الثوري والشافعي( {[3575]} ) وأبو ثور( {[3576]} ) .

وقال عطاء : " لا تفريط في الظهر حتى( {[3577]} ) تصفرّ الشمس " .

وقال طاوس( {[3578]} ) : " لا تفوت حتى الليل " .

وقال النعمان : " آخر وقتها ما لم يصر الظل قامتين " وأول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله " ( {[3579]} ) . هذا قول مالك والثوري والشافعي( {[3580]} ) وإسحاق( {[3581]} ) وأحمد بن حنبل( {[3582]} ) وأبي/ ثور .

وقال النعمان : " أول وقت العصر أن يصير( {[3583]} ) الظل قامتين بعد الزوال ، ولا تجزئ الصلاة قبل( {[3584]} ) ذلك " .

وآخر وقتها أن يصير ظلك مثليه .

وقال أحمد وأبو ثور : " آخر وقتها ما لم تصفرّ الشمس على وجه الأرض " ( {[3585]} ) .

وقال إسحاق : " آخر وقتها أن يصلي منها ركعة قبل غروب الشمس لقول النبي عليه السلام " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ العَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ( {[3586]} ) ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " ( {[3587]} ) .

وهذا عند الشافعي( {[3588]} ) وغيره إنما هو لأهل العذر( {[3589]} ) .

وروي عن ابن عباس : " أن آخر وقتها غروب الشمس " . ووقت المغرب غروب الشمس وقتاً واحداً " ، وهو قول مالك والشافعي( {[3590]} ) والأوزاعي( {[3591]} ) .

وقال الثوري وأحمد وإسحاق : " وقتها إلى أن يغيب الشفق " .

ووقت العشاء مغيب الشفق . وهو الحُمرة في قول ابن( {[3592]} ) عمر وابن عباس ومالك وسفيان وابن أبي ليلى والشافعي( {[3593]} ) .

وروي عن أبي هريرة " أنه البياض " ، وهو قول زفر( {[3594]} ) . وآخر وقتها عند النخعي( {[3595]} ) ربع الليل .

وروي عن عمر رضي الله عنه وأبي هريرة ، وعمر بن عبد العزيز( {[3596]} ) " إلى ثلث الليل " وهو قول مالك . وقال الثوري وابن المبارك( {[3597]} ) وإسحاق " إلى نصف الليل " . وروي ذلك عن عمر أيضاً . ووقت صلاة الصبح انصداع الفجر إلى طلوع الشمس ، ووقت الجمعة بعد الزوال ، ومن( {[3598]} ) صلى الجمعة قبل الزوال لم تجزه عند الجميع إلا أحمد بن( {[3599]} ) حنبل فإنه( {[3600]} ) أجاز قبل الزوال .

ومعنى قولهم في التشهد : " التحيات " ، قال أبو عبيد( {[3601]} ) " التحيات( {[3602]} ) الملك ، والصلوات هي الصلوات( {[3603]} ) الخمس لله ، والطيبات( {[3604]} ) هي الأعمال الزكيات لله " .


[3555]:- سقط من ق.
[3556]:- في ح: المفترضة.
[3557]:- في ح، ع3: ابن. وهو خطأ.
[3558]:- انظر: صحيح البخاري 1/(92-93)(4/249-250) ومسند أبي عوانة 1/117-120، وسنن البيهقي 1/360، ودلائل النبوة 2/125-126.
[3559]:- في ع2، ع3: أوقاته.
[3560]:- سقط من ع3.
[3561]:- الروم آية 16.
[3562]:- الروم آية 16.
[3563]:- الروم آية 17.
[3564]:- الروم آية 17.
[3565]:- والقول لابن عباس في مجمع الزوائد 7/89.
[3566]:- الإسراء آية 78.
[3567]:- في ع3: طالب رضي الله عنه.
[3568]:- في ع1: بن وهو خطأ.
[3569]:- انظر: تفسيره 2/397-399 وهو أيضاً قول ابن عباس والحسن في سنن البيهقي 1/359.
[3570]:- الإسراء آية 78.
[3571]:- طه آية 128.
[3572]:- في ق: قيل. وهو تصحيف.
[3573]:- طه آية 128.
[3574]:- طه آية 128.
[3575]:- انظر: الأم 1/72-73.
[3576]:- هو الإمام المجتهد الحافظ إبراهيم بن خالد الكلبي أبو عبد الله. حدث عنه وكيع والشافعي، وطبقتهما. وروى عنه أبو داود وابن ماجه (ت240هـ). انظر: طبقات الشافعية 1/127، وتذكرة الحفاظ 512-513، وطبقات المفسرين 1/7.
[3577]:- في ع3: متى. وهو تحريف.
[3578]:- هو طاوس بن كيسان اليماني الجندي. سمع من عائشة وأبي هريرة، وروى عنه مجاهد وعمرو ابن شعيب والزهري، وثقه ابن معين وغيره (ت106هـ). انظر: طبقات ابن خياط287، وتذكرة الحفاظ 90، وتقريب التهذيب 1/377، والخلاصة 2/15، وطبقات القراء 1/341.
[3579]:- في ع3: مثليه. وهو تحريف.
[3580]:- انظر: الأم 1/77.
[3581]:- هو الإمام الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف بابن راهويه، محدث وفقيه. سمع من الشافعي وابن المبارك، وروى عنه الشيخان وأبو داود (ت230هـ). انظر: طبقات الشافعية 1/232-236، وتذكرة الحفاظ 433-434.
[3582]:- هو أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الله، أحد الأئمة الأربعة، حافظ. روى عن ابن عيينة ووكيع والقطان، وروى عنه الشافعي والبخاري (ت241هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 431-432، وتقريب التهذيب 1/24، والخلاصة 1/29، وطبقات الحنابلة 1/4-12.
[3583]:- في ع2: يضير. وهو تصحيف.
[3584]:- في ع2: قيل. وهو تصحيف.
[3585]:- قوله: "وقال النعمان..الأرض" ساقط من ع3.
[3586]:- قوله: "لقول النبي عليه السلام..الشمس" ساقط من ع3.
[3587]:- انظر: صحيح مسلم 2/424، والموطأ 1/6، وسنن الترمذي 1/353، وسنن أبي داود 1/112.
[3588]:- في ع3: السافعي، وهو تصحيف، وانظر: قوله في الأم 1/71.
[3589]:- في ع3: الأعذار.
[3590]:- انظر: الأم 1/71.
[3591]:- هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي، الدمشقي فقيه، محدث. روى عن قتادة وعطاء، وروى عنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن حمزة (ت157هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 178-179، وتقريب التهذيب 1/493، والخلاصة 1/146.
[3592]:- في ع3: أبي. وهو تحريف. وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، الصحابي المشهور. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء وروى عنه طائفة (ت74هـ). انظر: طبقات ابن خياط 22، وتذكرة الحفاظ 37-40، والإصابة 3/347-ط. بيروت.
[3593]:- انظر: الأم 1/74.
[3594]:- في ع2، ق، ع3: نفر. وزفر ابن الهذيل بن قيس، فقيه حنفي مشهور، غلب عليه الرأي، ثقة (ت158هـ). انظر: وفيات الأعيان 2/317-319.
[3595]:- هو إبراهيم بن يزيد بن الأسود، أبو عمران النخعي الكوفي، فقيه مشهور، روى عن الأسود ابن يزيد وعلقمة بن قيس، وقرأ على طلحة ابن مصرف (ت96هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 74، وطبقات القراء 1/30.
[3596]:- ابن مروان بن الحكم الأموي، أبو حفص، الحافظ الإمام العادل، مناقبه كثيرة. روى عن أنس وابن المسيب، وروى عنه حميد والزهري (ت101هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 118-121، وطبقات القراء 1/593، والخلاصة 2/274.
[3597]:- هو عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن الحنظلي، مجتهد مشهور بالجهاد والزهد. روي عن عاصم الأحول وهشام بن عروة، وروى عنه السفيانان. (ت181هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 274-279، وطبقات القراء 1/446، والخلاصة 2/93.
[3598]:- سقط حرف الواو من ق.
[3599]:- في ع2، ع3: ابن.
[3600]:- في ق: فإنها. وهو خطأ.
[3601]:- في ع2: عبيدة.
[3602]:- في ع2: التحية.
[3603]:- في ق: للصلوات.
[3604]:- سقط من ع3.