الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (110)

وقوله تعالى : { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ . . . } [ البقرة :110 ] الآية : قال الطبريُّ : إِنما أمر اللَّه المؤمنين هنا بالصَّلاة والزَّكاة ، ليحطَّ ما تقدَّم من ميلهم إِلى قول اليهودِ : { راعنا } [ البقرة : 104 ] لأنَّ ذلك نَهْيٌ عن نوعه ، وقوله : { تَجِدُوهُ } أي : تجدوا ثوابه ، وروى ابن المبارك في «رَقَائِقِهِ » بسنده قال : " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَالِي لاَ أُحِبُّ المَوْتَ ؟ فَقَالَ : هَلْ لَكَ مَالٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَقَدِّمْ مَالَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَإِنَّ المَرْءَ مَعَ مَالِهِ ، إِنْ قَدَّمَهُ ، أَحَبَّ أَنْ يَلْحَقَهُ ، وَإِنْ خَلَفَهُ ، أَحَبَّ التَّخَلُّفَ ) انتهى .

وقوله تعالى : { إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[ البقرة :110 ] . خبرٌ في اللفظِ ، معناه الوعْدُ والوعيدُ .