بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (110)

قوله تعالى : { وَأقيموا الصلاة } ، أي أقروا بالصلاة وأدوها في مواقيتها بركوعها وسجودها وخشوعها ، { وَآتوا الزكاة } ، أي وأعطوا الزكاة المفروضة { وَمَا تُقَدّمُواْ لانْفُسِكُم مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله } ، أي ما تصدقتم من صدقة وعملتم من العمل الصالح ، تجدوه عند الله محفوظاً يجزيكم به . ونظير هذا ما قال في آية أخرى { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سواء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ والله رَءُوفُ بالعباد } [ آل عمران : 30 ] ، وقال في آية أخرى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 ] . وروي أنه مكتوب في بعض الكتب : يا بني آدم ، ضع كنزك عندي لا سرق ولا حرق ولا فساد ، تجده حين تكون أحوج إليه . ثم قال تعالى : { إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ، يعني عالم بأعمالكم يجازيكم بالخير خيراً وبالشر شراً .