{ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي } أي ببيان صفة محمد ونعته . { ثَمَناً قَلِيلاً } شيئاً يسيراً ، وذلك أنّ رؤساء اليهود كانت لهم مآكل يصيبونها من سفلتهم وعوامّهم يأخذون منهم شيئاً معلوماً كلّ عام من زروعهم [ فخافوا أن تبينوا ] صفة محمد صلى الله عليه وسلم وبايعوه أن تفوتهم تلك المآكل والرّياسة ، فاختاروا الدنيا على الآخرة . { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } فاخشوني في أمر محمد لا فيما يفوتكم من الرياسة والمأكل . { وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ } ولا تخلطوا ، يقال : [ لبست عليهم الأمر ألبسه لبساً إذا خلطته عليهم ] أي خلطت وشبهت الحقّ الذي أنزل اليكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم . { بِالْبَاطِلِ } ، الذي تكتمونه ، وهو تجدونه في كتبكم من نعته وصفته .
وقال مقاتل : إنّ اليهود أقرّوا ببعض صفه محمد صلى الله عليه وسلم وكتموا بعضاً واختلفوا في ذلك ، فقال الله عز وجل : { وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ } الذي تقرّون به وتبيّنونه بالباطل ، يعني بما تكتمونه ، فالحق بيانهم والباطل كتمانهم .
وقيل : معناه ولا تلبسوا الحقّ [ . . . . من الباطل ] صفة أو حال . { وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ } يعني ولا تكتموا الحق كقوله تعالى : { لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ } [ الأنفال : 27 ] . { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } إنّه نبيٌّ مرسل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.