التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (42)

قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )

أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ) يقول : ولا تخلطوا الحق بالباطل وأدوا النصيحة لعباد الله في امر محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل الحق الذي لبسوه بالباطل : هو إيمانهم ببعض ما في التوراة . والباطل الذي لبسوا به الحق : كفرهم ببعض ما في التوراة وجحدهم له . كصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها مما كتموه وجحدوه وهذا يبينه قوله تعالى ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) الآية البقرة : 85 . والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب كما تقدم .

وأخرج ابن ابي حاتم بإسناده الصحيح عن قتادة في قول الله ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ) قال : لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام إن دين الله الإسلام ، واليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله . ثم قال : وروي عن سعيد بن جبير و الربيع بن انس نحو ما ذكرنا عن ابي العالية وروي عن الحسن نحو قول قتادة .

قوله تعالى ( ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون )

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس ( ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون ) أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وانتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم .

واخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون ) قال : يكتم أهل الكتاب محمدا صلى الله عليه وسلم وهم يجدونه عندهم في التوراة والإنجيل .