الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ} (28)

فلما قال لهم ذلك وثبوا إليه وثبة رجل واحد فقتلوه ولم يكن أحد يدفع عنه . قال عبد الله بن مسعود : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قضيبه من دبره ، وقال السدّي : كانوا يرمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهدِ قومي حتى قطعوه وقتلوه ، وقال الحسن : خرقوا خرقاً في حلقة فعلقوه من سوق المدينة ، وقبره في سور أنطاكية فأوجب الله له الجنة ، فذلك قوله : { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ } .

فلما أفضى إلى جنة الله وكرامته ، { قَالَ يلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ }{ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } .

أخبرنا أبو بكر عبد الرَّحْمن بن عبد الله بن علي بن حمشاد المزكى بقراءتي عليه في شعبان سنة أربعمئة فأقرّ به قال : أخبرنا أبو ظهير عبد الله بن فارس بن محمد بن علي ابن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب في شهر ربيع الأول سنة ست وأربعين وثلاثمئة قال : حدّثنا إبراهيم بن الفضل بن مالك قال : حدّثنا عن أخيه عيسى عن عبد الرَّحْمن ابن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبّاق الأُمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب ، وصاحب آل يس ، ومؤمن آل فرعون ، فهم الصديقون وعلي أفضلهم " .

قالوا : فلما قُتل حبيب غضب الله له وعجّل لهم النقمة ، فأمر جبرئيل ( عليه السلام ) فصاح بهم صيحة ماتوا عن آخرهم ، فذلك قوله عز وجل : { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * }