الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (90)

{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ }

وقد مرّ تفسيره ، فإن جمعه تحريمها وسنذكر أخباراً في الوعيد الوارد في شربها واتخاذها وبيعها وباللّه التوفيق .

عن الشيخ أبو عمرو أحمد بن أبي الفراني ، الحاكم أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد اللّه المروزي ، حدثني عبد اللّه بن يحيى ، حدثني الحسين بن المبارك ، حدثني عتبة بن الوليد عن عبد اللّه ابن حبيب عن الزهري عن ابن المسيب عن عثمان بن عفان قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " إن اللّه لا يجمع الخمر والإيمان في إمرئ أبداً " .

أحمد بن أبي ، عمران بن موسى ، ومارود بن بطن ، عثمان بن أبي شيبة ، محمد بن أبي سلمى الأصفهاني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " مدمن الخمر كعابد الوثن " .

أحمد بن أُبي ، محمد بن يعقوب ، الربيع بن سليمان ، الشافعي مالك عن نافع عن ابن عمر إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : " من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة " .

أحمد بن أُبي ، أبو عبد اللّه بن محمد بن موسى الرازي ، الحرث بن أبي أسامة البغدادي ، داود ابن المحسن الواسطي ، ميسر بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وابن عباس جميعاً قالا : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " من شرب الخمر في الدنيا سقاه اللّه من سم الأساود وسم العقارب ، من شربها تساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها [ تفسخ لحمه ] ينادي به أهل الجمع ثم يؤمر به إلى النار ، ألا إن شاربها وعاصرها ومعتصرها وبايعها ومبتاعها وحاملها والمحمول إليه كل فيها سواء ، في إثمها وحاد بها ، ولا يقبل اللّه منه صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا عمرة حتى يتوب فإن مات قبل أن يتوب منها كان حقاً على اللّه يعاقبه فيه بكل جرعة شربها في الدنيا شربة من صديد جهنم ألا وكل مسكر خمر وكل خمر حرام " .

أحمد بن أُبي ، أبو العباس الأصم ، أحمد بن إسحاق الصنعاني ، أبو نعيم ، عبد العزيز بن محمد ابن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد اللّه الغافقي من أهل مصر عن ابن عمر أنه قال : أشهد أني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " لعن اللّه الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمول إليه وأكل ثمنها " .

أحمد بن أُبي ، أبو العباس الأصم ، محمد بن إسحاق بن جعفر الصنعاني ، نعيم بن ماد ، عبد العزيز بن محمد عن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :

" إجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر ، ولا يموتن أحدكم وعليه دين ، فإنه ليس هناك دينار ولا درهم وإنما يقتسمون هناك الحسنات والسيئات واحد بيمينه وواحد بشماله " .

أبو بكر أحمد بن محمد القطان ، محمد بن الحسين بن محمد الدهقان ، عثمان بن سعيد الدارمي ، الربيع بن الروح أبو توبة الحلبي ، محمد بن الحرمي عن حكم بن عيينة عن محمد بن [ المنكدر ] عن علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " من شرب الخمر بعد أن حرمها اللّه على لساني فليس له أن يزوج إذا خطب ولا يصدق إذا حدث ولا يشفع إذا شفع ولا يؤتمن على أمانة فمن أئتمنه على أمانة فاستهلكها فحق على اللّه عز وجل أن لا يخلف عليه " .

أنشدنا أبو القاسم الحبيبي ، أنشدنا أبو العباس عبد اللّه بن محمد الجبّائي ، أنشدنا رضوان ابن أحمد الصيدلاني شعراً :

تركت النبيذ لأهل النبيذ *** وصرت حليفاً لما عابه

شراباً يدنس عرض الفتى *** ويفتح للشر أبوابه

{ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ } أي الأوثان ، سميت بذلك لأنهم كانوا ينصبونها ، واحدها : نصب بفتح النون وجزم الصاد ، ونصب منهم النون مثقلاً ومخففاً { وَالأَزْلاَمُ } يعني القداح التي كانوا يقتسمون بها ، { رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ } تزينه { فَاجْتَنِبُوهُ } رد الكناية إلى الرجس { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .