الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ثُمَّ لَمۡ تَكُن فِتۡنَتُهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشۡرِكِينَ} (23)

{ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } يعني قولهم وجوابهم ، وقيل : معذرتهم ، والفتنة : الاختبار ، ولمّا كان سؤالهم يخبر به لإظهار ما في قلوبهم قيل : فتنة .

{ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } وذلك إنهم يوم القيامة إذا رأوا مغفرة اللّه عز وجل وتجاوزه عن أهل التوحيد . قال بعضهم لبعض : تعالوا نكتم الشرك لعلنا ننجوا مع أهل التوحيد ويقولون { وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } فيقول اللّه تعالى لهم : { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } وتدعون أنهم شركائي ثم نختم على أفواههم وتشهد جوارحهم عليهم بالكفر