الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (27)

{ وَلَوْ تَرَى } يا محمد { إِذْ وُقِفُواْ } حبسوا { عَلَى النَّارِ } يعني في النار كقوله :

{ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } [ البقرة : 102 ] يعني في ملك سليمان .

وقرأ السميقع { إِذْ وُقِفُواْ } بفتح الواو والقاف من الوقوف والقراءة الأولى على الوقف . فقال : وقفت بنفسي وقوفاً ووقفتم وقفاً ، وجواب لو محذوف معناه لو تراهم في تلك الحالة لرأيت عجباً { فَقَالُواْ يلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } قرأه العامة ويكون بالرفع على معنى يا ليتنا نرد ونحوَ لا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين أردنا أم لم نرد .

وقرأ ابن أبي إسحاق وحمزة : ولا نكذب وتكون نصباً على جواب التمني ، والعرب تنصب جواب التمني بالواو كما تنصبه بالفاء .

وقرأ ابن عامر : نرد ولا نكذب : بالرفع ، ونكون : بالنصب قال : لأنهم تمنوا الرد وأن يكونوا من المؤمنين واخبروا أنهم لا يكذبون بآيات ربهم إن ردّوا إلى الدنيا { بَلْ بَدَا } ظهر { لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ } يسترون في الدنيا من كفرهم ومعاصيهم .

وقال السدي إنهم قالوا : { وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } فذلك إخفاؤهم { مِن قَبْلُ } فأنطق اللّه عز وجل جوارحهم فشهدت عليهم بما كتموا فذلك قوله عز وجل { بَلْ بَدَا لَهُمْ }