الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ} (57)

{ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ } بيان وبرهان وبصيرة وحجة { مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ } أي بربي { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب ، نزلت في النضر بن الحرث { إِنِ الْحُكْمُ } ما القضاء { إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ } قرأ أهل الحجاز ، وعاصم يقص الحق بالصاد المشددة أي يقول الحق قالوا : لأنه مكتوب في جميع المصاحف بغير ياء ولأنه قال الحق فإنما يقال قضيت بالحق . وقرأ الباقون : بالضاد أي يحكم بالحق دليله قوله { وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } والفصل جلب القضاء ، والقرّاء إنما حذفوا الياء للإستثقال ثم [ . . . ] كقوله

{ صَالِ الْجَحِيمِ } [ الصافات : 163 ] وقوله

{ يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ } [ الرعد : 39 ] و

{ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } [ القمر : 5 ]

{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } [ العلق : 18 ] ونحوها وحذفوا الباء من الحق لأنه صفة المصدر فكأنه يقضي القضاء الحق .